كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قالوا: مات الأعمش في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة بالكوفة.
ومات معه فيها: شيخ المدينة: جعفر بن محمد الصادق وشيخ مصر: عمرو بن الحارث الفقيه وشيخ حمص: محمد بن الوليد الزبيدي وشيخ واسط: العوام بن حوشب وقاضي الكوفة ومفتيها: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
قرأت على الحسن بن علي أنبأنا سالم بن الحسن أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن أنبأنا أبو سعيد (1) بن خشيش أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي حدثنا حفص بن غياث قال:
أتيت أنا وصاحب لي إلى الأعمش نسمع منه فخرج إلينا وعليه فروة مقلوبة قد أدخل رأسه فيها فقال لنا:
تعلمتم السمت؟ تعلمتم الكلام؟ أما والله ما كان الذين مضوا هكذا.
وأجاف الباب أو قال: يا جارية! أجيفي الباب. ثم
__________
= طريق: أبي أسامة وأبي يحيى الحماني كلاهما عن الأعمش قال: قرأ أنس: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا).
فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة إنما هي: وأقوم.
فقال: أقوم وأصوب وأهدى واحد وأورده الهيثمي في " المجمع " 7 / 156 ونسبه إلى البزار وأبي يعلى وقال: لم يقل الأعمش: سمعت أنسا ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
ورجال البزار ثقات.
ونقل القرطبي في تفسيره 9 / 41 عن أبي بكر الأنباري قوله: حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم لأنه مبني على رواية الأعمش فهو مقطوع ليس بمتصل فيؤخذ به من قبل أن الأعمش رأى أنسا ولم يسمع منه على أننا لو سلمنا بصحته وسماع الأعمش من أنس فيحتمل كما في " نكت الانتصار " 1 / 225 أن يكون أنس فهم من الاخذ عليه أنه استصعب غلطه وشنع عليه فأخبر أن هذا ليس بالسديد: وأن أصوب وأقوم وأهيأ سواء.
وإن لم تجز القراءة عنده إلا بأقوم.
لان القراءة عبادة وليس هو كغلط من بدل القرآن بما لا ينبئ عن معناه.
ولو تنزلنا فقلنا إن أنسا يجيز ذلك فهو مذهب انفرد به لم يوافقه عليه غيره فيكون من الشاذ الذي ينبغي اطراحه والعدول عنه.
(1) في استدراك ابن نقطة: هو أبو أسعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن خشيش نقله المعلمي اليماني في تعليقه على " الإكمال " 3 / 152.